“النوم هو تلك السلسلة الذهبية التي تربط أجسامنا وصحتنا معاً”.
توماس ديكر (1572-1632)
النوم: هو حالة طبيعية دورية من الراحة للدماغ والجسم، وتكون فيها عادة العينان مغلقتين والوعي مفقود بشكل كامل أو جزئي، ويكون هناك انخفاض في الحركة الجسدية، والاستجابة للمثيرات الخارجية، وزيادة معدل الأيض البنائي (تركيب بُنى خلوية)، وانخفاض معدل الأيض الهدمي (تفكيك البُنى الخلوية). إنّ النوم هو وقت لتنشيط الجسم يساعد على تلبية متطلبات ساعات الاستيقاظ.
كمية النوم
تختلف مدّة النوم باختلاف الأشخاص. فبالنسبة للبعض، تكون 4 ساعات في اليوم كافية للعمل بشكل طبيعي، أما بعضهم الآخر فيحتاج إلى 10 ساعات كلّ ليلة. والمتوسط هو حوالي 7 ساعات ونصف.
وظائف النوم
أثناء نومنا، تقوم الغدة النخامية بإفراز كميات كبيرة من هرمون النمو، وتبلغ هذه الكمية ذروتها بعد ساعة من النوم وتقل تدريجياً نحو الفجر. لذلك، فالنوم هو حالة تتميز بعمليات النمو الفسيولوجية وتجديد نشاط الجهاز المناعي والعصبي والعضلي والهيكل العظمي، حيث ينخفض أثناء النوم معدل الأيض في الجسم مما يسمح له بالحفاظ على الطاقة لدعم نمط حياتنا الصاخب وصحتنا العامة.
وتشير أدلة كذلك إلى أنّ النوم يستعيد اليقظة الذهنية والذاكرة. فعندما تنام، يتمّ إيقاف أجزاء من عقلك أو خفض معدلات نشاطها. وهذا أمر مفيد لأنّ دماغك يستخدم ناقلات عصبية كيميائية لإرسال رسائل في العصبونات. ويسمح النوم لهذه النواقل العصبية بالتجدد حتى يمكنك التفكير بوضوح وبسرعة. قد يكون ذلك أشبه بصب زيت جديد في السيارة للحفاظ على تشغيلها بسلاسة.
إجمالاً، إنّ النوم ضروري للصحة الفيسيولوجية والذهنية، لذلك فإنّ مشاكل وأضرار الحرمان من النوم أو فقدان الاسترخاء أثناءه عديدة ولها عواقب بعيدة المدى.
اضطرابات النوم
إن المعاناة من اضطراب النوم أو النوم غير المجدّد للنشاط يمكن أن تؤدي إلى عواقب سلبية متعددة: انخفاض التركيز وإمكانات العمل، والإدراك المحدود، واضطراب المزاج، والعصبية، وسرعة الغضب. ويمكن لاضطراب النوم على المدى الطويل أن يؤدي إلى الاكتئاب والهلوسة. إن الحصول على الراحة والاسترخاء لا يؤثر فقط على الإحساس الشخصي بالرفاهية، وإنما أيضاً على القدرة الاجتماعية والقوة ضمن الأسرة ومع الأصدقاء وفي الحياة المهنية.