ا يخفى على أحد أنّ السرير يلعب دوراً مهماً في نوعية النوم. فالنوم على فرشة لا تلبي الاحتياجات الشخصية وبالتالي لا تعطي الدعم الكافي للجسم لمدة طويلة، لن يؤدي إلى اضطرابات في النوم فحسب، بل كذلك إلى أمراض عديدة وأمراض العمود الفقري.
هناك أربعة شروط أساسية للفرشة الجيدة لتعزيز النوم الصحي، وهي من حيث الأهمية: الحفاظ على ارتصاف العمود الفقري، وتقليل ضغط السطح، وتنظيم درجة حرارة الجسم ، ومقاومة مسببات الحساسية.
- الحفاظ على ارتصاف العمود الفقري على الفرشة: تتسبب الفرشات وقواعد الأسرّة التي لا تدعم العمود الفقري آلام الظهر. إن الوضعية المثالية لعمودك الفقري أثناء الاستلقاء على الفرشة أو السرير هي نفسها أثناء الوقوف. تؤدي المرتبة القاسية للغاية إلى الضغط على كتفيك والوركين بينما لا تدعم أسفل الظهر أو الجانب. أما المراتب الناعمة فغالباً ما ترتخي، ما يجعل عمودك الفقري يحاكي انحناء الفرشة. فقط الفرشة التي يمكن أن تتوافق مع جسمك دون أن ترتخي هي التي تعطي الدعم الكافي له. يجب أن يتوزّع هذا الدعم بالتساوي على طول جسمك أثناء النوم على الفرشة، خصوصاً عند وسط الجسم وأسفل الظهر.
- تقليل ضغط السطح: يؤدي الضغط العالي على الكتفين والوركين إلى التقلّب والاستدارة لأنه يقيّد تدفق الدم ويؤدي في النهاية إلى الألم في هذه المفاصل. تقوم المراتب الجيدة التي تتوافق مع شكل جسمك بتوزيع وزنك بالتساوي وتزيل المناطق ذات الضغط العالي. ويسمح ذلك لجسدك بالاسترخاء والوصول إلى مستويات أعمق من النوم، ما يضمن أعلى مستوى من تعافي الجسم. ويمكن قياس هذا الضغط بطريقة علمية لضمان حسن سير الدورة الدموية. ويمكن للمرء كذلك اختبار ذلك عن طريق الاستلقاء على طرف الفرشة والشعور بالضغط على الأكتاف والوركين.
- تنظيم درجة حرارة الجسم: إنّ النوم أثناء الشعور بالحرارة الشديدة أو البرودة الشديدة يسبب كذلك التقلّب والاستدارة على الفرشة. وأثناء نومنا، تطلق أجسادنا رطوبة تُحتجز في فُرشنا. وتعيق تلك الرطوبة قدرة الجسم على تنظيم درجة حرارته. وأفضل حلّ لذلك هو الصوف، إما كطبقة عليا في الفرشة أو كلبادة فرشة. إذ يمكن للصوف أن يمتصّ ما يصل إلى ثلث وزنه من الرطوبة دون أن يشعر المرء بها، كما أنه يبدد الرطوبة بشكل أسرع بكثير. أو القطن أو البوليستر. وبما أنك أكثر جفافاً، فستشعر بدفء أكثر في الشتاء وبرودة أكثر في الصيف. إنّ دقات قلبك في الواقع تتباطأ، وتغطّ في نوم عميق على السرير.
- تقليل المواد المسببة للحساسية الضارة: قد يشير الاستيقاظ مع الإصابة بمشاكل الجيوب الأنفية في الصباح إلى وجود عثّ الغبار في الفرشة أو العفن أو الفطريات المسببة للحساسية. وتكون بعض مواد الفرشة مضادة للميكروبات (مثل المطاط الطبيعي)، حيث لا يعشش عثّ الغبار في هذه الفرشات بسهولة كما هو الحال في الفرشات الأخرى، وتوفر هذه الفرشة درجة معينة من الحماية لأولئك الذين يعانون من الحساسية. كما أن غطاء المرتبة مهم كذلك للتغلب على مشكلة الحساسية.